موقع ريحانيات

رَيْحَانِيَاتٌ

الحاءات الثلاث		أعمال مشتركة
المدرسة الحائية		مجاميع قصصية
لقاءات مع مبدعين		روايات
لقاءات مع الريحاني		بَيَانَاتُ أدبية
دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ		تكريم الأصدقاء
مترجمات ْ		قصص قصيرة جدا
درَاسَاتُ إسمية		المَكْتَبَةُ الإلكترونية
الأغنية العربية		السيرَةُ الذَّاتِيَةُ
أدب الطفل		الألبوم المفتوحُ

قصائد شعرية

أبحاث في الترجمة

أبحاث في الفن

أبحاث في الإعلام

"موت المؤلف"

مجموعة قصصية

على سرير الموت

وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي

وأي امرئ مما قضى الله يفلتُ
وأي امرئ يأتي بعذر وحجة

وسيف المنايا بين عينيه مصلت

تميم بن جميل

ألا ترى معي أنك، الآن، لا تذكر غير اللحظات السعيدة التي عرفتها في حياتك رغم كثافة الأجساد المتحلقة حول سريرك في دائرة من الصمت والغبن؟ لا يمكنك أن تذكر غير تلك الإشراقات السعيدة التي ظلت هاربة باستمرار، منسية أغلب الأوقات. لكنك كنت دائما تعود إليها في الأوقات الحالكة لتستمد منها القوة من جديد للإنبعات من جديد ومواجهة الغبن والفشل والتحديات. أما اليوم، فالأمر مختلف.

اليوم، أنت لا تواجه فشلاً ولا غبناً ولا أي شكل من أشكال التحدي.

اليوم، وصلتَ إلى خط الوصول في رحلتك الفردية. ولأنك كنت ترى رحلتك هذه عادية دائما فإنك تحاول الآن أن تضفي عليها معنى وقيمة وخصوصية.

ألم تنتبه أنك لم تعد تذكر الأشياء التي قضيت معظم أوقات حياتك تركض خلفها؟

سأذكرك ببعضها.

المال؟

لم ألحظ أي ذكرى من الذكريات المشعة أمام عينيك الآن احتفالا بالمال والأرباح والمشاريع...

المناصب؟

لا أثر للمناصب فيما تتذكره من لحظات سعيدة، الآن. لا أثر لها على الإطلاق.

البنون؟

هاهم يتحلقون حولك في دائرة تزداد ضيقا مع تزايد خفوت صوتك واستفحال شحوب صورتك واشتداد برودة ملمسك. لكن لا أحد منهم يدري بأنهم غائبون، بصيغة الجمع، عما تتذكره الآن.

فيم تفكر الآن وماذا تستحضر للتخفيف من وطء الاحتضار؟

طبعا، أنا لا يخفى علي شيء ولكن السؤال المطروح هو سؤال فلذات أكبادك الذين لا يرون الآن هذه المتواليات من الوجوه الأنثوية التي ألهبت حياتك في ما مضى ونفخت فيك قوى لم يعرفها غيرك من المتسابقين على المال والبنين فجعلتك ترى الجمال في كل ما حواليك وتسمع الشعر في كل ما يحيط بك وتلمس الوداعة في كل ما تصله يدك...

لا شيء من هذا يخطر على بال الأحياء من أبنائك الذين يشهدون لك الآن بالمشوار الصعب والعمل الشاق والتضحيات الجسام التي قدمتها من أجل أمنهم وأمانهم ورفاهيتهم وهم لا يعلمون أنهم حين يحاولون محادثتك، فإنهم يعكرون عليك صفو سعادتك بذكرياتك النورانية. ولكنك ربما لحظت وأنت تحاول الإجابة عن أسئلتي بأن صوتك يزداد خفوتا لحظة بعد لحظة وأنفاسك تزداد برودة وأعضاؤك تبرد وتبرد وتسقط القدرة على السيطرة عليها شيئا فشيئا...

ضاع منك الصوت فجأة ولم يعد لسانك يقوى على أدنى حركة إلاّ من امتصاص قطعة الصوف المبللة بالماء التي تدليها في فمك هذه المرأة التي استأثرت بكل تركيزك فلم تعد تبصر من الحضور غيرها ولم يعد يشغل بالك في الكون سواها.

السواد الحالك يحتوي الكون أمام عينيك متقدما في طوق مظلم حول المرأة أمامك راسما هالة ضوئية حولها بينما يخفق خلفها جناحان أبيضان يرفرفان بأمان بينما امتدت يداها إلى الأمام نحوك طلبا لمصاحبتها داخل الطوق النوراني المضيء.

أنت الآن تحس بدبيب سعادة لم تعرفها مند عهود سحيقة تسري في كل جوارحك بينما انتبهت الأجساد المتحلقة حولك إلى الموجة الصفراء التي اكتسحت محياك فجأة فزحفوا أكثر نحوك لمعاينة الأمر لكنك، بطمأنينة المؤمن، تشعر بأنك تبتعد عنهم بقياسات ضوئية مهما حاولوا الاقتراب.

ولأنه لا وقت للتفكير مع زحف السواد الأخير حول محيط المرأة أمامك، لب دعوة يديها النورانيتين وانفذ معها بروحك من الطوق المضيء إلى النعيم وجنانه واترك هنا جسدك لهذه الأجساد الملتحقة حولك التي ستتكفل بغسله وكفنه ودفنه.

29 يونيو 2007

العودة إلى مواد المجموعة القصصية

الحياة كما يتمناها الأموات

كل حياتنا للراحة وكل مماتنا للقلق

حالة تَبَلُّد

حالة تَسَمُّم

اذكروا موتاكم بخير!

على سرير الموت

أسوأ قدر لأسوأ أسير

الموت على طريقة الأباطرة

قاتلي، أنا لا زلت حيا!

مَوْتُ المُؤَلّفِ

خريطة الموقع

روايات	بَيَانَاتُ أدبية	"الحاءات الثلاث" مضامين الغد
مجاميع قصصية على الخط	حِوَارَاتٌ مع الرَّيْحَاني	حِوَارَاتٌ من الشرق والغربٌ
مجاميع قصصية مشتركة	درَاسَات سِيميَائِيَةُ للأسماء	دِفَاعًا عَنِ الْقِرَاءَةِ
السيرَةُ الذَّاتِيَةُ	المَكْتَبَةُ الإِلكْتْرُونِيَةُ	رهانات الأغنية العربية
ENGLISH	FRANCAIS	الصفحة الرئيسية

e-mail : saidraihani@hotmail.com

<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-shortstory5-index.htm</title>