أنطولوجيا
الحـب
المغربي
-مختارات
من القصة
المغربية
الجديدة-
"إيقاع
الدائرة"
" لم أكن
اعرف
أن موسم
الحب
هو موسم
القتل نفسه"
- إسماعيل
غزالي-
قاص
مغربي
من
مواليد 1977
بمريرت
(الأطلس
المتوسط)
صدر
له
"تمتمة
الرداءة"
(رواية) 2001
" رقصات
الخلاء"
(مجموعة
قصصية) 2005
له
قيد الإعداد
للطبع
" رطانات
ديك خلاسي"
(فوبيا قصص)
هامش أول:
إنهم
ينقرون على
البنادير
.إنهم يوقظون
الرعشة في
صقيع الجبل.
هاهو صدى
الهجرات
يزلزل صدر
الليل. من قال
أن الأطلس
مبغى.
تسلل إلي صدح
الأحيدوس
فطوحت بي رياح
الشجن. ليتني
أبكي أو أصرخ
حتى الجنون.
ذلك هو نداء
التين الأسود
في عرائش
الكروم
المنسية.
يسبقني دمي
إلى البيادر. يضيء
زهر الدفلى
ذلك الغضب
الملتبس. المح
الأثداء
المهجورة
تتنافر في
سماء الإنشاد.
خيط الأجساد
المتراقصة يتحول
إلى دائرة. ما
أبهاها جذبة
تتجدد فيها المرايا.
تطوف فيها
الولدان
بالأقداح
الخفية.
من قال أن
الأحيدوس
فوضى من قال
أن الفوضى عبث
من قال ان
العبث خارج
المعنى ليرتم
في إيقاع الدائرة
وليلفعه
الحنين إلى
الغابة .
لما سمح
لي أن ألج
دائرة
الأحيدوس
وجدتني مقذوفا
لتوي في ذاكرة
ازغار
الطفولية. كان
وشم تلك
المرأة ما فتئ
على غابة الحب
البربري. كيف
طغى علي سؤال
القتل
والقتلة ربما
كان ينبوع العشق
البدوي…
طفلا كنت
مع الكلب بلاك
نرتاد
الأحراش
والأودية
والأخاديد
.نضرمها صيحات
كي يرفرف
الحجل أو
تتقافز
الأرانب
الوحشية
البهية .أو
تحلق أسراب
الحمام البري
.البندقية
تتراقص على
كتف الرجل ذي
اللباس
العسكري الذي
هو أبي .ما كان يهم
ان يكون الصيد
يمامة أو حجلة
أو ثعلبا أو
حتى خنزيرا.
المهم هو متعة
القتل .خيط
المتعة يصطخب
والرصاصة
تخترق جمجمة
الهدف .صدر
يمامة أو دماغ
أرنب .وهكذا
اتفق لي أن أتلطخ
بدم الحجل
واليمام
.أتسلق أشجار
ساسنو. جيب
يمتلئ بحب
الغاز وجيب
بالنبق وجيب
بالبلوط وجيب
رابع مثقوب
.وفي الفصل
الدراسي أقيم
وليمة
الإغراء
.اقتنص غوايات
الصبيات وخدودهن
تتضرج بدم
الرغبات
المشتهاة .كم
نقشت أسمائهن
على صخور جبال
أحطاب
والحمام
والصابرة
وتاقة اشيعان
وازغار .قبل
أن اعرف
الصبية البدوية
شامة .حدث ذلك
ذات يوم خريفي
على سفح جبل
ونحن نصادف
خيمة في عمق
الوادي
فأمرني الرجل
ذو اللباس
العسكري الذي
هو أبي:
-امنحهم
طوبة سكر
وحفنة شاي كي
يعدو ا لنا
برادا .
قبل أن
أخطو الخطوة
الأولى نحو
الخيمة .ما
عرفت أنني
أخطو أولى
خطواتي نحو
الوشم الدموي
الذي سيحفر
ذاكرتي ما
حييت .ركضت
بنزق اخترق
أشجار
السنديان. شمت
الكلاب
رائحتي عن بعد
فنبحت نباحا
سمع صداه في
كل أعماق
الوادي .أصابني
ذعر لما تناهى
إلى مسمعي
حفيف أقدام.
رأيت أغناما
وماعزا تتسلق
الجبل .من دغل
النبات الشائك
لاح جسد صبية
بدوية. يبدو
أنها راعية
تحمل عصا.
ارتبكت عندما
اصطدمت
نظراتنا.
حاولت أن
تختفي وترددت
ثم عدلت من
فولارها المزركش
وشوشت العصا
عليها عقد
أطراف
الفولار. اضطربت
أمازيغيتي
وأنا اطلب
منها أن تعد
لنا برادا.
صخبت ضكاتها
وسمع لرنينها
صدح شق منطقة
مجهولة
بداخلي
وانساب فيها
.هرولت وهي
تلتفت بين
الوقفة
والأخرى إلى
أن بلغت
الخيمة .احتد
النباح
والعواء
وسمعتها
تلاعن الكلاب
وترميهم
بحجارة من
سجيل. أمها
كانت تعد
البراد في الداخل
وهي انتصبت
على عتبة
الخيمة ترنو
الى الكيس
الذي احمله
على ظهري.
التقطت
برتقالة وعلبة
سردين. أقسمت
أن اهديهما
لها ولو كان
الثمن صفعة من
صفعات صاحب
البندقية .بعد
لحظة منحتني
البراد
ومنحتها
البرتقالة
وعلبة السردين
وما استطعنا
ان نتجاوز ذلك
الحد. تمنيت لو
تطول وليمة
الغذاء تلك
.كانت الراعية
الحالمة
وقتئذ على قمة
الجبل ونحن في
سفحه .عندما هم
ذو اللباس
العسكري
بمواصلة رحلة
الصيد أوهمته
باني اتبعه.
تخلفت وراءه
إلى أن بلغت
قمة الجبل
وهناك سألتني
عن اسمي
ومدينتي .عن اللعب
والمدرسة وكل
ما احتفظت به
هو اسمها الغريب
شامة .سمعنا
صوت رصاصة في
آخر الوادي
وكان إيذانا
بفراق ما .علي
أن أتعقب صاحب
البندقية
بينما ضوء
السنديان في
وجهها
يطالبني ببعض اللحظات
.تتحول
اللحظات إلى
ساعات من
الصمت. صمت
ملغوم عتيق
يفصل الطلقات
بين رعب الرصاص
والرعب الذي
يحدثه ذو
اللباس
العسكري في نفسي.
رأيت أغنامها
وماعزها قد
تشردت فقلت مرغما:
-علي
أن ارحل
سيقتلني إن لم
يجدني وراءه .
ألصقت
جسدها
بسنديانة
وأزهرت
بالرغبة. منحتها
برتقالة
إضافية وركضت
في الطريق
الملتوية
المعشوشبة.
ضمت
البرتقالة
إلى صدرها
العصفوري أو
هكذا تخيلت
ودندنت
بأغنية
أمازيغية. في
كل بقعة جرداء
كنت أتوقف
وألوح بيدي
بينما تقف هي
على الصخرة
تضع كفها على
حاجبها كي تمنع
عنها الشمس .
فيما بعد
صارت كل أيام
الآحاد
بمثابة لعبة
انتظرها على
أحر من الجمر
وكان الأولاد
في المدينة
يلعنوني في
الفريق الكروي
الذي أنا صانع
أمجاده .ما
عرفوا أن المجد
تصنعه جبال
ازغار وعندما
كان ذو اللباس
يغير الوجهة
إلى غابة أخرى
يعمني حداد
وحزن أعمى.
العنه والعن
أفكاره التي
لا تنتصر
لقلبي. تواصلت
لعبة الحب
وتعمقت لما
انضم إليها
الكلب بلاك
هكذا تمردنا
على صاحب
البندقية
وسار كل منا
في طريقه. على
قمة جبل اقتنص
القبلات والمداعبات
وفي عمق
الوادي
تصفعني يد
صاحب البندقية
إلى أن شرخ
الحكاية
حدثان دمويان
.الحدث الأول
كان موت الكلب
بلاك وقد
داهمته أنثى خنزير
كانت تركض
باتجاهنا أنا
وشامة. في
سماء الوادي
ترددت آخر
صيحة الكلب.
وهو يتلقى
طعنة قاتلة.
انتفض ذو
اللباس
العسكري وجن
جنونه. اقتفى
آثار أنثى
الخنزير وزرع
رصاصاته في رأسها
ثم تركها
تتدحرج في
أخدود مضرجة
بالدماء .بكيت
أنا وشامة.
وما أسعفنا
البكاء .أول
مرة أرى فيها
دمعة صاحب
البندقية
الذي هو أبي
اقسم أن يدفن
الكلب على قمة
الجبل .ما كنت
اعرف ان موسم
الحب هو موسم
القتل. موسم
القتل الذي
سيشرخ ذاكرة
ازغار .ما كنت
اعرف انه الثار
وان للخنازير
قلوبا آدمية
فتحول ازغار العذري
إلى خرافة
سوداء حين
وشمني النهار
في المدينة
بالقاتل وما
عرفوا أني
المقتول. على
تلك الصخرة
دائما
تبادلنا الحب
بمحاذاة قبر
الكلب .ثم حدث
شيء رهيب فيما
بعد .كان صاحب
البندقية
بعيدا يطارد
أسراب الحجل
بينما داهمنا
ذكر الخنزير
على الصخرة
واصطفى جسد
شامة. رأيت
دمها يندلق
مثل نافورة.
حاولت أن
استنفره كي
تكتمل وليمة
القتل. لمعت
عينه بغدر
وسخرية ثم رحل
في اختلاج
السنديان. كان
صداه يبتعد
وينأى .كان
صدى انتشاء
وانتصار. هل
كان ثارا كيف
لي أن اكذب
ذلك النعي
الأسطوري
وأنا صاحبه
وشاهده
الوحيد. كان
وجيب قلبها
عالقا بي وأنا
احملها على
كتفي ثم توقف
نبضها وأنا
اطرحها على
الطريق
.حملتنا شاحنة
وانتهى كل شيء
في المستشفى..)
هامش ثان:
ها أنذا
أطرز نسغ
الذكرى في وشم
تلك المرآة
الراقصة. اصطدم
بما كشفته
ردهات العشق
المأساوي عن
الذي تحقق
والذي ضاع
وانفلت. عن
الذي أبهج
المخيلة وأيقظ
الماء العميق
في بئر
الكلمة. وعن
الذي هدم
الحلم
والمعنى
والإنسان.
هاهي الأجساد
المختلطة في
الأحيدوس
توهمنا
بالرحيل في
الضوء والظل .
ما
يزالون
ينقرون على
البنادير.
كأنهم يقولون
لرصيف الحب في
المدينة
ليغطك الزفت.
كان الرقصة
لبست معطف
النسيان. كان
النسيان لفع
الوجوه
واصبغها بهاء
الفناء .كان
الفناء صدى
القرون
الغابرة …
ترامى
الصدح في كل
أرجاء البلدة
وسمعت صدى الأموات
في الشوارع الصفراء.
الأحيدوس
خميرة
البدايات
.صراخ الأمطار
والحصاد
والحب البدوي
.عواء الذئاب
ليلة اكتمال
البدر. نباح
الكلب في ليل
الجوع والموت
والقتل. مواء
القطط تحت ندى
الصقيع
المتهاطل على
الحيطان
المهدمة. ضوء
السنديان
المتعالي وهو
يختلج في بسمة
شامة.
خريطة
الموقع
جميع
الحقوق
محفوظة
للمؤلف
ALL RIGHTS
RESERVED
e-mail : saidraihani@hotmail.com
<title>http://www.raihanyat.com/arabicversion-anthology2-index.htm</title>
<meta
name="description" content="إسماعيل
غزالي">
<meta
name="keywords" content="قاص
مغربي، كاتب
مغربي